إلى كل من يريد أن يخشع في صلاته إلى كل من يريد أن يذوق حلاوة الإيمان إلى كل من يريد أن يقشعر جلده إلى ذكر الله ويلين قلبه بذكره سبحانه وتعالى إلى كل من يريد أن تنهمر دموعه طمعا وخوفا من الله سبحانه وتعالى
إلى كل هؤلاء إليكم هذا الموضوع الذي كلما انتقلت إلى سطر زاد قلبك خشوعا إلى أن تصل إلى نهاية الموضوع
الموضوع هو
عظمة الله سبحانه وتعالى
إذا مر بك ملك من ملوك الأرض وأنت لا تعلم أنه ملك هل سوف تعامله معاملة خاصة تليق بمنصبه ؟
أكيد لا وأنت معذور لأنك لا تعلم أنه ملك وسوف تعامله معاملة كل الناس من يحضر عندك وقد يكون أقل
ولكن لو علمت أنه ملك لتجهزت لحضوره قبل أن يحضر بأيام وقد تكون أسابيع حتى لو كنت تكره ذاك السلطان
هل تعلم لماذا؟
لأن لسلطان
هيبة منحها لهم الله سبحانه وتعالى .
وهذا المثل نستنتج منه أن الإنسان بالفطرة وهذا هو المنطق لا يعظم إلا من علم بعظمته
إذا يجب علينا أن نعلم عظمة من نعبد لكي نقدر هذه العظمة
وعظمة الله سبحانه وتعالى نعرفها من خلال مخلوقاته
فإذا منحت مركبة فضائية تقطع 300الف كيلو متر في الثانية الواحدة وليس في الساعة سوف تصل إلى الشمس خلال 8دقائق وهي أقرب النجوم إلينا
ولكن إذا أردت الذهاب إلى أبعد نجم أكتشف في مجرتنا بهذه المركبة هل تعلم كم تريد من الوقت لكي تصل إليه ؟
هل مالا يصدقه العقل مركبة في الثانية الواحدة تقطع مسافة 300الف كيلومتر كم تتوقع تريد من الوقت لكي تصل إلى ذلك النجم أستعد إلى مالا يصدقه عقلك
تريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد 100مليون سنة
الله أكبر لا اله إلا الله
إذا حجم هذه السماء التي نعيش فيها لا يمكن أن يصدقه العقل حتى قالت أحدى الخبيرات في علم الفضاء وهي غير مسلمة في أحد البرامج الوثائقية في قناة الجزيرة بعد ما علمت هذه الحقائق التي هي أكبر من عقل الإنسان
(( إن الإنسان عندما تكون أمامه هذه المعلومات فهو بين أمرين لا ثالث لهما أما يعلم عظمة من خلق هذا أو أن يفقد عقله))
وألان أستعد أخي المسلم لتتطلع على الأعجب بعدما قرأت العجب
قيل حتى 100مليون سنة لا تكفي للوصول إلى بعض النجوم بل هذا ما اكتشف فقط بل هناك نجوم حتى تصل إليها تتطلب مليارات السنين بهذه المركبة التي تقطع في الثانية الواحدة 300الف كيلومتر
وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت ولو قليلا في أن أوصل إلى عقولنا مدى حجم هذه السماء التي نعيش فيها
وألان أستعد إلى الأغرب
نحن كمسلمين نؤمن أن هناك ليست سماء واحدة فقط لها هذا الحجم الذي لا يوصف بل هناك سبع سماوات
كما أخبر الله سبحانه وتعالى بهذا الحجم أو أكبر
قال تعالى (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة
فإذا أخي المسلم إذا كان هذا المخلوق بهذه العظمى فكيف تكون عظمة من خلق هذا ؟
ألان أستعد للمفاجأة
في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين أن هذه السماء الدنيا التي لم يسع عقلنا حجمها ومثلها سبع سماوات لا تساوي في الكرسي الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في أية الكرسي إلا كنسبة مابين لو وضع أحدا عجلة في الصحراء هل هناك نسبة بين حجم العجلة وحجم الصحراء ؟ أكيد لا
إذا كان هذا الكرسي بهذه العظمة التي ذكرناها فكيف هو بالنسبة لعرش الرحمان قيل هو كنسبة حجم عجلة إلى حجم الصحراء
وقال الضحاك عن ابن عباس: لو أن السموات السبع والأرضين السبع, بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض, ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة, ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم, وقال ابن جرير: حدثني يونس, أخبرني ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله «ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس» قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض».
عن أبي ذر الغفاري, أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي, إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة, وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة»
ومع كل هذه العظمة والحجم في هذا الخلق الله سبحانه وتعالى يعلم بكل ذرة فيه ولا تتحرك ذرة الا بامره قال تعالى ((, وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) يونس
ولعظمة خلق السموات والأرض دائما الله عز وجل يذكرهم في كتابه قال تعالى (( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) غافر
الله أكبر الله أكبر الله اكبر هذا خلق الله عظمته هكذا فهل أيستحضرنا عظمة الله سبحانه وتعالى ونحن بين يديه
ركعا وسجدا
فهل أستحضرنا هذه العظمة ونحن نستمع إلى كلامه عز وجل الذي لو نزل على جبلا لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله سبحانه وتعالى
جبل علم بثقل وعظمة هذا القران لأنه علم بعظمة صاحب هذا الكلام سبحانه
هذه الجبال فكيف بينا نحن ؟
أيها الناس تذكروا أن هذا العظيم الله سبحانه وتعالى الذي علمنا عظمته من خلال خلقه هو اقرب إلينا من حبل الوريد وهو لا يخفا عليه أمرنا ولو للحظة واحدة
فأستحي منه أخي المسلم وهو يراك في موضع لا يحب أن يراك فيه واسعي إلى أن يكون هدفك الأول في هذه الدنيا هو عبادته سبحانه وتعالى ولا تشرك معه أحدا في العبادة ولا تجعل بينك وبينه أي واسطة لا ملكا مقرب ولا نبي مرسل ولا وليا صالحا ولا تعبده إلا بالطريقة التي أمرك بها بدون بدع ولا أبتداع وأجعل أمرك الأول هو رضاه عز وجل وأخلص أمرك كله لهذا العظيم سبحانه الله عز وجل وإذا أقبلت على معصية
لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى عظمة من عصيت